ضیف وحوار ، عباس البیاتی

Alalam 3 views

 

البياتي: الامام الخميني انجز عملا تاريخيا كبيرا من خلال ثورته الاسلامية

  •  

اكد القيادي في حزب الدعوة الاسلامية عباس البياتي، ان الامام الخميني " قدس سره" قد توّج حركته التاريخية الطويلة المديدة، بانجاز عملي تاريخي كبير بانتصار الثورة الاسلامية في ايران.

خاص بالعالم

وفي لقاء خاص مع بمناسبة الذكرى السنوية لرحيل مفجر الثورة الاسلامية الامام الخميني "قدس سره" خلال برنامج "ضيف وحوار"، قال البياتي: ان الامام الخميني اثبت قدرة الاسلام على ان يصنع نظاماً سياسياً. وان هذا النظام السياسي الاسلامي قابل على التطور وقادر على الاستجابة للتحديات، داحضاً بذلك هذه المقولات التي كانت تقول ان الاسلام ليس فيه سياسة، والسياسة بعيدة عن الاسلام.

وفيما يلي نص اللقاء بالكامل..

العالم: اكثر من ثلاث عقود مضت على رحيل مفجر الثورة الاسلامية وقائدها الامام الخميني "قدس سره" بعد هذه العقود من الزمن، هل مازالت افكار الخميني، نهجه ومسيرته فاعلة ومؤثرة على الساحتين الاقليمية والدولية؟ أم ان هناك تراجع في هذه الفاعلية والتأثير؟

البياتي: تعازينا برحيل الامام الخميني "رضوان الله تعالى عليه" قائد الثورة الاسلامية، والذي قام فيه الشهيد الصدر الاول، مقولته المعروفة ان الامام الخميني قد حقق حلم الانبياء والاوصياء. هذه الشهادة من الشهيد الصدر يبين منزلة الامام ودوره في حركة التاريخ الاسلامية، بل في حركة التاريخ العام.

اما فيما يتعلق بدوره الاقليمي على المستوى العالم الاسلامي، اعتقد بانه كانت هناك منذ انهيار الامبراطورية العثمانية في عام 1918 بعد الحرب العالمية الاولى، الى عام 1979، الذي انتصرت فيه الثورة الاسلامية، كانت هناك حركات واحزاب ومشاريع ومفكرين وآراء، كلهم دعو الى احياء الاسلام والى العودة الاسلامية والصحوة الاسلامية، ولكن الامام الخميني توّج الامام الخميني هذه الحركة التاريخية الطويلة المديدة، بانجاز عملي تاريخي كبير بانتصار الثورة الاسلامية في ايران.

الامام الخميني كان خلاصة هذه الحركة، وحركته كانت نتيجة وخاتمة لهذه الحركة التي بدأت من اكثر من دولة اسلامية، في باكستان ومصر والعراق وتركيا وفي الدول العربية، كلها كانت تدعو الى عودة الاسلام.

الامام اكد ثلاث حقائق اساسية، اول حقيقة من هذه الحقائق، انه قال لاصحاب هذه المشاريع ان هذه كانت مشاريع حق والآراء والنظريات بامكانها ان تتحول الى واقع عملي عندما تكون هناك ارادة وقائد وزعيم قادر على ان يترجم هذه الاراء الى واقع عملي.

ثانياً: قدرة الاسلام على ان يصنع نظاماً سياسياً. ثالثاً: وان النظام السياسي الاسلامي قابل على التطور وقادر على الاستجابة للتحديات، وان هذه المقولات التي كانت تقول ان الاسلام ليس فيه سياسة، والسياسة بعيدة عن الاسلام، اكد الامام الخميني ان سياستنا عبادة وعبادتنا سياسة، وان السياسة في قلب الاسلام والاسلام في قلب الاسلام.

العالم: منذ انتصار الثورة الاسلامية، خاصة منذ بداية انطلاق الثورة الاسلامية، الكثير من النقاد حتى من الاسلاميين كانوا يشككون في فكرة انشاء دولة عصرية تواكب العصر وان تكون اسلامية، والكثير كان يعتقد بان الجمهورية الاسلامية قد تعود بايران الى ما قبل 1400 عام، الان وبعد مضي هذه العقود من الزمن، كيف ينظر الى هذه التجربة من هذه الزاوية؟

البياتي: الكل قدّروا الثورة، بانها كبيرة، وكانوا يقولون ان الامام الخميني قادر على الثورة، ولديه قوى على الهدم وليس قادر على بناء الدولة، ولكن بعد هذه العقود تبين لهم ان الثورة استطاعت ان تستمر والى جانبها ان تبني الدولة، دولة مقتدرة اقليمية كبيرة تملك القدرة النووية السلمية وتملك التصنيع العسكري، الدرجة الاساسية والاولى في العالم، فبالتالي كل هذا الكلام بان الامام الخميني لايستطيع ان يبني تجربة، بل انه سوف يستنسخ تجربة العهود الماضية في قطع الايدي والتجربة كانت يشوهها البعض من الكتاب الغربيين او الكتاب العلمانيين يقولون ان تريدون ان تأتوا من التاريخ بتجارب، وتريدون في العصر الحاضر، تطبقوا هذه التجربة.

كان الامام يقول لهم، نحن نأتي بقيم واحكام هذه التجارب، ليس بالتجربة بظروفها الزمانية والمكانية، فالامام الذي ربما وصفه البعض قال انه رصاصة انطلقت من القرن الاول للهجري واستقرت في قلب القرن العشرين الميلادي، هذه الرصاصة ادت الى ثورة عظيمة كبيرة، هذه الثورة استطاعت ان تحول الارادة المشلولة للشعب الايراني الى ارادة فاعلة، من تابع الى متبوع، من مقود الى قائد في المنطقة.

اقليمياً كان لهذه الثورة دور كبير في استعادة الثقة الاسلاميين بأنفسهم، في كل دولهم وحركاتهم واحزابهم ومشاريعهم، اقليمياً ان هذه الثورة اكدت ان عدم الانحياز ومقولة لا شرقية ولا غربية، ليس مجرد شعار، ممكن اذا توفرت امة وشعب وقائد، ألا لا يرتبط لا بالشرق في وقت كان الاتحاد السوفيتي ولا بالغرب، وان ينجز دولة مستقلة قادرة على ان تقف على رجليها.

ثم دولياً كانت هنالك مقولة بان المدرسة الواقعية التي تعتمد القوة في علاقاتها هي الاصل في النظام الدولي، الامام الخميني قال لهم ان هناك المدرسة المثالية، ان المُثل والقيم والاخلاق وغيرها لها دول في العلاقات الدولية.

العلاقات الدولية ليست حروب ونزاعات وصراعات، هناك تعاون وتكاتف ورحمة واحسان، والان بعد جائحة كورونا، الجميع يرى بان نظرية الواقعية التي تعتمد القوة والنهب الصراعات انتهت، والجميع اصبح يتحدث عن التعاون والتكاتف الدولي والتضامن الدولي. اذاً الامام الخميني احدث في المعادلات الاقليمية والدولية ثورة بقدر ثورته الاسلامية في الشعب الايراني.

البياتي: الامام الخميني انجز عملا تاريخيا كبيرا من خلال ثورته الاسلامية

العالم: الكثير من وصف الثورة الاسلامية بأنها كانت بمثابة زلزال في القرن العشرين وغيرت الكثير من الموازين آنذاك، ما هي الموازين التي أفرزتها هذه الثورة على المستوى الاقليمي وبالتحديد في الشرق الأوسط ما هي تأثيرات تلك الثورة في الشرق الأوسط؟

البياتي: ان هذه الثورة الإسلامية بقيادة الإمام على مستوى المنطقة والشرق الأوسط حررت دولة عظيمة كبيرة من حيث النفوس والمساحة من الهيمنة والتبعية الغربية. كانت هذه الدولة "إيران" قبل الثورة الاسلامية، فقد كانت دولة تعمل بدور شرطي الخليج الفارسي وشرطي المنطقة، وتستضعف دول المنطقة بالقوة والجبروت والبطش وبالالسناد الأمريكي.

ان هذه الثورة قالت ان إيران صديقة أخ وجارة للجميع فمدت غصن الزيتون بدلا من فوهة البنادق ولكن للاسف الشديد لم يكن هنالك بالمقابل إجابة مباشرة ومناسبة مع هذه التجربة فالميزان الأول انها جعلت من إيران بدلا من أن تكون عدوة صديقة لدول المنطقة وثانيا فقد أفرزت وابرزت وعومت الثورة الفلسطينية كل العهود وكل الممارسات وكل الدول التي كانت تحتضن هذه القضية والثورة الفلسطينية فالامام الخميني جاء وأكد من خلال يوم القدس ومن خلال تبديل السفارة الاسرائيلية الى سفارة فلسطينية ومن خلال دعم واسناد الشعب الفلسطيني أعطت بعدا واسعا وكبيرا لهذه القضية. النقطة الثالثة أكد على ضرورة تعاون هذه الدول وصداقة هذه الدول وتكتلها في سبيل مصالح شعوبها وليست في سبيل أن تكون تابعة لتلك الدولة بمعنى بإمكانكم أيها الدول بتعاونكم ان تقطعوا يد الأجنبي عن دولكم وعن نهب ثرواتكم وبالتالي أعطى للناس الأمل في الحركة والثورة ولهذا نشأت حركات اسلامية وبرزت محاور المقاومة في أكثر من بلد وأكثر من دولة.

العالم: ولكن رغم أن الثورة والجمهورية الاسلامية وقفت مع قضايا الدول العربية لكن بعض وأغلب تلك الدول وقفت ضد الثورة والجمهورية الاسلامية خلال هذه الفترة منذ زمن فما هي الاسباب وراء ذلك، كما أن هنالك المعادلة المعاكسة بين إيران وتلك الدول ففي البداية اتهموها بتصدير الدولة ودخلت مفاهيما أحخرى بعد ذلك ونفوذ الجمهورية الاسلامية والى تدخلها كيف يمكن قراءة هذه المفاهيم ومدى استنادها الى الواقعية وهل يعتبر ذلك حقيقة موجودة من حيث التدخل الايراني في الشأن العراقي والسوري واللبناني، وما الى ذلك؟

البياتي: الامام الخميني (قدس سره) من حيث خطاه ومنهجه ومدرسته لم يكن الا أن يمد غصن الزيتون للآخرين والسلام ولم يخض حربا وحتى الحرب العراقية الايرانية كانوا يسمونها الحرب المفروضة وليست حرب من جانب الجمهورية الاسلامية بل كانت الحرب المفروضة على الجمهورية الاسلامية.

القضية كانت أساسا وموقف تلك الدول وحساسيتها المفرطة كانت ابتداء جزءا منها خوفا من وضعها الداخلي فهنالك دول كانت تخشيى ان يقتدون بالامام الخميني وبالشعب الايراني ويصبح هنالك ثورات وحركات داخلية فمن أجل وقف هذا المد والزحف كانوا يحاولون قطع الطريق من خلال ايجاد نوع من الفاصلة مع هذه الثورة.

النقطة الثانية ان هذه الدول واإلبها لها علاقات صداقة ومصالح وارتباط مع دول القرار العالمي والدولي فكل هذه الدول وجدت ان مصالح القرار الدولي والعالمي مستهدف في المنطقة وحث هذه الدول وقفت ضد الثورة الاسلامية، وأما النقطة الثالثة ربما وجدوا بأن الامام بشخصيته والكاريزما الخاصة به يعطي دورا اكبر للاسلام وللخط الاسلامي فالناس ربما تتساءل اذا كان هو الاسلام الذي يقود الغير اسلام فما هو اسلامنا مع الظالم ليس اسلاما ومع الطاغوت لا يعتبر اسلام ومع النهب للمال العام لا يعتبر اسلام فوجدوا بان الامام الخميني قدم الاسلام بصورته الناصعة الاسلام الذي يرفض الظلم والفساد والاستكبار وبالتالي يعطي القرار للناس وللشعب فما هو الاسلام الآخر هو اسلام عند الناس حقيقي وجيد.

لكن هذا الاسلام يريد البعض ان يبقى فقط في حدود المسجد والمحراب والصلام والصيام وليس اسلام الذي يدخل السياسة ويدخل الادارة والاقتصاد والامن ويدخل في كل مكان فهذا الموقف حتى الان غير انه غير مبرر لا تستطيع ان تصفه بشيء فهذا الموقف المعادي للثورة وللامام الخميني لم يستطع حتى الان ان يبرره هؤلاء سوى انه ربما لن يريدوا لهذا النموذج ان يكون نموذجا قابلا للاقتطاع عن دولهم وعن شعوبهم وبالتالي ربما كانت لديهم بعض الحسابات السياسية الضيقة والتي قادت الى هذه الحساسية والحواجز".

 

العالم: بعد انتصار الثورة الاسلامية، اعداء الثورة كانوا يعولون على رحيل الامام الخميني ومن ثم افول الجمهورية الاسلامية وانحرافها عن مسارها، بعد ثلاثة عقود من تولي الامام الخامنئي قيادة هذه الثورة، الى اي مدى استطاع الامام الخامنئي ان يحقق حلم الامام الخميني وان يسير على نفس النهج، ويحقق اهداف هذه الثورة؟

البياتي: فيما يتعلق بمنهج السيد القائد الخامنئي "حفظه الله تعالى"، اولاً عمل على ثلاثة اصعدة، الصعيد الاول مواصلة نهج الامام، وعدم الخروج عن نهجه، بعدم المساومة وبعدم التنازل للاستكبار وللاخرين، وانما البقاء على ثورية المنهج وعلى انفتاحها وعلى اسلاميته وعلى اصالته.

النقطة الثانية بانه عمل واستطاع ان يفتح هذا الخط الى خارج ايران، اي بمعنى ان الثورة الاسلامية هي ثورة نور وضياء ومن الممكن لاي دولة ان تأخذ قبساً من هذا النور، وليس بعنوان التصدير وانما بعنوان ان هذه الثورة هي ثورة اسلامية معنى وهوية وتخص كل المسلمين وكل الدول التي تريد ان تستفيد منها، وبالتالي دعم الجهات والقضايا التي تحتاج الى دعم.

النقطة الثالثة، ان هذه الثورة تحولت تحولاً كبيراً على المستوى الداخلي فيما يتعلق بالتصنيع والخدمات والتطوير وتجميل المدن، وفيما يتعلق بالاكتفاء الذاتي والاقتصاد الاسلامي، وتطوير البنى التحتية والادارية، هذه الثورة لم تعد ثورة شعارات ومبادئ وانما تحولت الى ثورة تستطيع ان تبني نموذجها من الدولة.

اصبحت الدولة الاسلامية الايرانية نموذج لهذه الثورة، وخارج من رحم هذه الثورة ولكن دون ان تقتل الثورة، لان هناك دول تنشأ على انقاض ثوراتها، اي بمعنى ان الدولة تقضي على الثورة، بينما في منهج الامام الخامنئي بقيت الثورة والدولة خطان موازيان، الثورة مستمرة بنهجها بلا شرقيتها وبلا غربيتها وعدم مساومتها، والى الجانب الاخر الدولة كذلك تمضي، وهو نقطة التوازن، فالسيد الخامنئي كان نقطة التوازن والالتقاء وجسر العبور والعقدة بين الثورة والدولة، لا يجعل الثورة تطغى على الدولة، ولا الدولة تطغى على الثورة.

جعل الثورة نهجها من خلال الحرس الثوري ودورهم ودور الحركات ودعمها واسناد قضايا الشعوب وعدم التوقف في هذا المنهج، ومن خلال الدولة اعطاء التكنوقراط والناس الكفوئين والخبراء، والشعب الايراني ان يطور نفسه ومصانعه وقابلياته واعداده على اساس المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف. الامام الخامنئي استطاع ان يمسك بهذين الخطين المتوازين ويخرج نموذجاً، هذا النموذج الان لا يستطيع اي احد الا ان يؤشر عليه بالايجابية وبالعلامات الصحيحة.

اي مؤشر سلبي على هذه الثورة؟ مؤشر التدخل، من لا يتدخل؟ ولا نقول ان التدخل السلبي او الايجابي، وانما عندما يلجأ اليك دولة وناس وحركات وثوّار يريدون دعمك، ان تقول لهم انا لا اتدخل، ولا يهمني. أين من قال هيهات منا الذلة، وأين من قال يا مسلمين فلم يستجب لدعوة مسلم؟ بالتالي نهج الامام الخامنئي ونهج الموازنة بين منهج الثورة ومنهج الدولة، استطاع بين هذين المنهجين من دون ان يختفي النهج الثوري ومن دون ان يطغى نهج الدولة، وبهذا صنع من هذا الواقع دولة الآن تعد نموذجاً معاصر تحمل فكر الاسلام وعقيدة الاسلام وهوية الاسلام.

دولة معاصرة تمتلك طائرات وصواريخ ودبابات ومكائنها وصناعاتها، دولة لا تقاتل بالسيوف ولا بالرماح، تقاتل بالصواريخ وبالدبابات، وبالتالي دولة متطورة بمعنى الكلمة، بل ربما تعد من اقوى دول الشرق الاوسط تطوراً صناعياً واقتصادياً.

العالم: القضية الفلسطينية كانت ومازالت في صلب الثورة الاسلامية ومن اهداف الجمهورية الاسلامية، دفعت ايران ثمناً باهظاً من اجل القضية الفلسطينية ومازالت تدفع الثمن، مرّت بمراحل متعددة هذا الدعم في البداية ربما كان دعم معنوي اسنادي وما الى ذلك، لكن في الاونة الاخيرة يصرح المسؤولون الايرانيون والجمهورية الاسلامية بشكل علني وصراحة بانهم يدعمون الفلسطينيين بالسلاح، ربما بدأنا نرصد تأثيرات هذا الدعم على المستوى المادي والسلاح، هذه المراحل التي مرت بها القضية الفلسطينية من جهة الدعم الايراني وبالمقابل خيانة بعض الدول بالمضي بالتطبيع، كيف يمكن مقارنة تأثير دور ايران في دعم القضية الفلسطينية وتحول هذه القضية الى قضية مركزية في العالم الاسلامي؟

البياتي: الثورة الاسلامية تعاملت مع القضية الفلسطينية من ثلاث ابعاد، البعد الاول: انها جزء من خطابها السياسي، وليس المرحلي الاستراتيجي، الخطاب السياسي للدولة الاسلامية وللثورة الاسلامية جزء اساس وركن وبُعد رئيسي من خطابه فلسطين- قدس، قدس- فلسطين، اي بمعنى لم تتعامل معه في سوق النخاسة السياسية والمساومات تبيع وتشتري بالقضية، وبالتالي تطبّع وتستقبل مسؤول هنا، في الظاهر يتكلمون عن القضية الفلسطينية وفي الباطن يدهم ممدودة مع كيان الاحتلال والقيادات الاسرائيلية.

لا، الثورة الاسلامية جعلت القضية الفلسطينية وقضية القدس جزء من خطاب الدولة والثورة الاستراتيجي المركزي التي لا تحيد عنها لا في مناسبة ولا في مرحلة ولا في وقت والى الآن هذا اولاً.

النقطة الثانية: الاحتضان، ان الدولة والثورة الاسلامية في ايران احتضنت القضية الفلسطينية احتضاناً كاملاً وليس احتضاناً سياسياً او اعلامياً، كان من الممكن ان يكتفي الفلسطينيون من الثورة الاسلامية بعيدة ليس دولة حدودية مع فلسطين، بالاعلام وبنشرة خبرية وبالتظاهر يوم القدس وما شابه ذلك، ولكن الدولة الاسلامية في ايران احتضنت القضية توجيهاً، دعماً، اسناداً، مالياً، عسكرياً، صاروخياً، وفي كل المحافل وفي كل المؤتمرات تحدثت به، وفي كل الاماكن ركزت عليه، واشارت له. الاحتضان الكامل للقضية الفلسطينية، يختلف عما تعمل لديها سفارة وفتح مكتب لها.

العالم : إلى أيّ مدى استطاعت أن تغير الموازين في هذه القضية بالذات أي القضية الفلسطينية من الناحية العسكرية حيث نذكر بأن الكيان الصهيوني كانت له اليد الأطول في الشرق الأوسط يضرب ولا يوجد أي رد؟ هل تحولت هذه المعادلة الى معادلة ردع متبادل؟

البياتي: في المستوى الثالث هو هذا الذي تفضلتم به وفي البعد الثالث ان الثورة الاسلامية أحرجت الدول التي تدعي أنها تدعم فلسطين حيث أحرجت الدول التي تقول بأنها تحتضن هذه الثورة من خلال أنه جعلت بيد الفلسطينيين سلاحا لاول مرة يواجهون به العدو والعدو يحسب لهذا السلاح ولهذا المحور الحساب الكبير أكثر مما يحسب لقمم ولبيانات القمم الختامية التي هي من سطرين تندد وتستنكر ولكن بعد ذلك ليس هناك على الطاولة شيء.

الثورة الاسلامية اعطت للمقاومة الفلسطينية والآن المقاومة استطاعت أن تفرض على المعركة في الأرض المحتلة مفهوم التوازن الرعب وتوازن الرعب النووي بين روسيا وبين أمريكا تحول الى توازن رعب بين المقاومة وبين الكيان وقواته من خلال الصواريخ المدعومة والمسندة من قبل الجمهورية الاسلاميةفإذا سلاحا ودعما وقالت له تفضل وواجه ودافع عن نفسك.

 

العالم: رغم ذلك ايران تعرضت خلال عقود ماضية الى شتى انواع الضغوط من حصار اقتصادي وحرب اقتصادية وعسكرية تم شنها ضد ايران لكن مواجهة ايران لكل هذه الضغوط بالمقاومة الاقتصادية والسياسية والمقاومة العسكرية، الى أي مدى بعد كل تلك العقود استطاعت ايران بالثورة الاسلامية ان تحصن نفسها اقتصاديا سياسيا وعسكريا وحتى ثقافيا هل بالفعل وصلت الى هذه المرحلة؟

البياتي: هذه العقوبات التي فرضت على الجمهورية الاسلامية لولا ان هناك عقول استراتيجية كانت تفكر وكانت أكثر دولة تنهار من تحت ضربات هذه العقوبات التي فرضت على ايران والآن روسيا نتيجة هذه العقوبات اصبحت تعاني وبالتالي استطاعت ايران ان تسيطر على هذه العقوبات بعدة أمور، الامر الأول طبيعة الشعب الايراني هذه الطبيعة الهادئة الباردة القادرة والمستوعبة هذه الطبيعة قد تتوفر بنسبة معينة عند بعض الشعوب وقد لا تتوفر، والقيادة ومثال القيادة التي استطاعت ان تصدر للشعب ووجدوا ان هذه القيادة تعيش حالها ليس هنالك شي فوقي وسيارات وارتال والان يغتالون الخبراء الايرانيين وهم في سيارات عادية وليسوا في سيارات مدرعة بينما في بعض المناطق لا يستطيع مدير عام الا أن يصعد في سيارة مدرعة بينما خبير كبير نووي يصعد سيارة عادية فهذا المثال والنموذج والمرابطة مع الشعب في خندق الحصار اعطى صبرا لهذا الشعب.

النقطة الأخرى بأن ايران وامكاناتها واقتصادها وتجارتها وثروتها كما يسميها البعض قارة إيران قارة من حيث مناخها تجد اردبيل 0 درجة مئوية واما بندر عباس 35 درجة مئية وهنالك زراعة وهنالك زراعة مختلفة وكذلك بيئة معينة وتلك المنطقة ببئة أخرى والزراعة مستمرة وانتاج مستمر لا يتوقف فإيران قارة من حيث مناخها ومن حيث طبيعة شعوبها وارضها قارة كبيرة لكن بشكل دولة.

استطاعت ايران أن تقاوم بإرادتها وبتوجيه قيادتها وبطبيعة أرضها ومساحتها وكذلك باعتزازها بنفسها فإيران دولة ترث قبل الميلاد بـ2000 سنة امبراطورية لها تاريخ عريق وتراث معروف وبالتالي لدها اعتزاز نفسي باستقلالها كما قال الكاتب والمفكر العربي المعروف حسن العلوي قال:"ان العاصمة طهران ليست محتلة منذ 2000 سنة" اي منذ 2000 عام لم تحتل عاصمة طهران من قبل اي دولة وبلالتالي لديها الشعور بالاستقرار والعز بالنفس الذي يجعلها الا تخضع وتصبر والان تحقق بصموددها وصبرها هذه المباحثات النووية والمفاوضات التي هي 5 مقابل واحد ما يكشف بأن هنالك رغبة للدول الأوروبية ولدىلا أمريكا في أن تتعامل مع ايران من موقع التفاهم والتعاون وليس من موقع كسر الارادة وجبرها وحصار وعقوبات وضرب وانما هي دولة لا يمكن لاي معادلة في الشرق الاوسط ان تعقد وتستقر بدون أن تمر على طهران في هذه الايام.

تصنيف :

 

 

 

 

 

 

 

كلمات دليلية :

 

 

 

 

 

Add Comments